محلل سياسي يمني يكشف ماوراء دعوة الامارات لالجديدة لإخراج المخلوع صالح من اليمن

دعوة إماراتية جديدة لإخراج صالح من المشهد السياسي اليمني من اجل زحزحة الملف اليمني العالق بين أنياب المخلوع ونيران الميلشيا هذا ما تبدو عليه الامور من النظرة الأولى.
وزير الشئون الخارجية الاماراتية انور قرقاش طالب القوى الدولية للضغط نحو خروج صالح من اليمن دعما للقاء جنيف باعتبار ان ذلك سيزيل أحد أهم عقبات الحل السياسي في بلاد ادمنت البقاء في فوهة المدفع.
دعوة ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب فالوزير الاماراتي لم يهاجم صالح ولم يوجه ضده اي خطاب نقدي بل على العكس جاءت دعوته في سياق الجهد الاماراتي المكثف منذ بدء الازمة اليمنية باعتبار صالح ونجله جزء من المستقبل التي ترغب الامارات رؤيته يتحقق في اليمن.
في منتصف شهر يوليو الماضي وبعد أكثر من ثلاثة اشهر من بدء عمليات التحالف قدمت الامارات مبادرة مفادها تخلي صالح عن جماعة الحوثي و تخلي الجيش و قوات الحرس الموالية له عن القتال إلى جانب الحوثي مقابل  إعطاء صالح ضمانات إماراتية بعدم ملاحقته أو أفراد عائلته و إخراج أسمائهم من عقوبات الامم المتحدة
الاتفاق ايضا وقتها نص على عدم متابعة أو تجميد أي أرصدة مالية تتبع صالح او أفراد عائلته.
الموقف الاماراتي جاء متسقا مع دعوات صالح المتكررة بموافقته على الخروج من اليمن وترك ممارسة العمل السياسي والتي أعلنها في اليوم التالي لانطلاق عمليات التحالف العسكرية على اليمن اواخر مارس الماضي والتي اشترط فيها وقف العمليات العسكرية مقابل تركه حزب المؤتمر وعدم مزاولته هو او اي من افراد اسرته العمل السياسي.
حديث الوزير قرقاش جاء بالتزامن مع وجود كل من رئيس الحكومة خالد بحاح في دولة الامارات ومندوب الرئيس المخلوع ابوبكر القربي الذي يتولى رئاسة فريق صالح   التفاوضي في اشارة لحدوث تفاهمات على مستوى عالي حول هذا الملف. .
الوزير الاماراتي كشف في تصريحاته ايضا أن تأخير وتأجيل الحوثيون تشكيل وفدهم المفاوض في جنيف يعبّر عن خلافات حادة بين صالح والحوثيين ناتجة عن التحول الميداني في تعز وانها السبب وراء تأخير تشكيل وفدهم لمفاوضات جنيف.
مازال الموقف الاماراتي من صالح ونجله هو الاكثر غموضا بسبب التناقضات الكبيرة التي تحتويه والتي تعكس فقط رؤية للاحداث من زاوية واحدة ولايمكن فصلها عن سياق الصراع الخفي وغير المعلن بين كل من الامارات والسعودية والتي برزت في مصر وليبيا وسورياوحاليا في ادارة الملف اليمني الذي لكل طرف منهما أولوياته وأجنداته وتصوراته للمستقبل الذي لاتبدو ملامحه واضحة بعد ولن تكون كذلك في المدى المنظور مالم تحدث مفاجأة تعيد قلب موازين الاحداث رأسا على عقب من يدري لعل ذلك يطل برأسه ذات لحظة قريبة