ستون كيلومتراً عن صنعاء

وصلت قوات التحالف العربي المتحالفة مع قوات الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي إلى أقرب نقطة من العاصمة صنعاء، ردا على خرق الحوثيين لهدنة أعلنت خلال محادثات بييل في سويسرا.

وتطمح القوات الحكومية في تحقيق ما عجزت عنه المفاوضات تدريجيا بدفع المتمردين عبر الضغط العسكري على تسليم العاصمة اليمنية والعودة إلى معقلهم في محافظة صعدة الشمالية.

وقالت مصادر قبلية إن القوات الموالية للحكومة اليمنية شقت طريقها إلى صنعاء أمس لتصبح عند أقرب مسافة لها من العاصمة منذ أن استولى عليها مقاتلو الحوثي في سبتمبر 2014.

وقال مصدر قبلي “سيطرت قوات هادي على جبلين في منطقة نهم في محافظة صنعاء”. وتقع المنطقة على بعد 60 كيلومترا شمال شرقي العاصمة.

وحققت القوات اليمنية الموالية لهادي عدة مكاسب ضد الحوثيين في الأسابيع الأخيرة بدعم من الضربات الجوية للتحالف. واستعادت القوات الموالية لهادي الجمعة السيطرة على مدينة الحزم العاصمة الإقليمية لمحافظة الجوف في شمال غرب البلاد.

وقالت مصادر يمنية إن السيطرة على منطقة نهم حيث تقيم أفرع من قبيلة بكيل (إحدى أكبر القبائل في اليمن) تشكّل تهديدا مباشرا للعاصمة اليمنية التي يسيطر عليها الحوثيون منذ 21 سبتمبر 2014.

وأكد شيخ قبلي على دراية بالموقف العسكري اليمني في اتصال مع “العرب” أن كلّ الانتصارات التي حقّقتها القوات الشرعية حتّى الآن لا يمكن استغلالها سياسيا باستثناء السيطرة على منطقة نهم التي تمهّد لدخول صنعاء.

وكشف الشيخ القبلي الذي لم يشأ الكشف عن اسمه أنّ “سيطرة قوات الشرعية على نهم كان وراء إعلان أنصار الله أنّهم سيقاتلون إلى النهاية”.

واعتبر أن التقدّم في نهم “جعل الحوثيين يفقدون أعصابهم”. وتساءل عن “طبيعة الموقف الذي سيتخّذه الرئيس السابق علي عبدالله صالح الموجود في صنعاء مع عدد من كبار مساعديه”.

وذكرت مصادر يمنية لـ”العرب” أن كلّ الانتصارات التي حقّقتها القوات الحكومية في محافظتي الجوف أو حجة لن تشكل ضغطا كبيرا على الحوثيين، على عكس التقدّم في نهم.

لكنّ الشيخ القبلي أوضح بدوره أنّه، على الرغم من أهمّية منطقة نهم، لا تزال الطريق إلى صنعاء محفوفة بالمخاطر والصعوبات نظرا إلى طبيعة التضاريس في تلك المنطقة حيث تنتشر جبال عالية ووديان واسعة مكشوفة لمدفعية الحوثيين.

وأشار إلى أن “ما يمكن أن يساعد في إزالة هذه المخاطر امتلاك قوات الشرعية دعم سلاح الجو لدى قوات التحالف العربي”.

وردا على هذا التقدم غير المسبوق تجاه العاصمة اليمنية، أطلق الحوثيون صاروخا باليستيا في اتجاه جنوب السعودية.

والصاروخ هو الرابع على الأقل الذي يطلقه الحوثيون وحلفاؤهم من القوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح في اتجاه السعودية منذ الجمعة.

وقال مراقبون إن الموقف الحوثي المتناقض لا يفسر سوى بالرغبة في استمرار المعارك خوفا من خسائر أشد على جبهة العملية السياسية التي قد تنتهي بإجبارهم على الانسحاب من المدن، ما يعني فقدان المكاسب التي حققوها خلال أكثر من عام.

ولا يتخوف الحوثيون من تنفيذ بنود القرار الأممي 2216 فقط، إذ تغلب عليهم هواجس الانتقام والثأر التي قد تواجههم بعد العودة للتمركز في صعدة بسبب الجرائم الطائفية التي مارسوها، والاستهداف المنظم لمؤسسات الخصوم وممتلكاتهم.

واعتبر المراقبون أن الحوثيين يسعون إلى استدراج السعودية إلى رد فعل واسع النطاق ضدهم في اليمن، وهو ما سيعد خرقا للهدنة من قبل قوات التحالف العربي.

وتوعد الحوثيون في اليومين الماضيين بتصعيد هجماتهم متحدّين التزامهم بوقف إطلاق النار في اختتام محادثات سويسرا.

ونقلت وكالة الأنباء “سبأ” التي يسيطرون عليها، عن المتحدث العسكري باسم المتمردين العميد الركن شرف غالب لقمان أن “300 هدف عسكري ومنشأة حيوية سعودية، أدخلت ضمن أهداف قوة الإسناد الصاروخية للجيش واللجان الشعبية”.

وأضاف لقمان “بعد اليوم لن نكون في خانة الدفاع، وصار الهجوم من أولويات خياراتنا الاستراتيجية”.

وأوضحت مصادر عسكرية يمنية أن المتمردين “ما زالوا يملكون ما بين ستين وسبعين صاروخا، بينها صواريخ توشكا”، رغم إعلان التحالف مرارا عن استهداف مخازن الصواريخ التي كانت في حوزتهم.

ولا يقف خرق المتمردين للهدنة عند استهداف الأراضي السعودية ومحاولة استدراج السعوديين لرد الفعل، فقد تجدد القصف الحوثي على أحياء سكنية بمدينة تعز المحاصرة.

وأكدت مصادر طبية يمنية أمس أن الحوثيين وقوات صالح قصفوا بالأسلحة الثقيلة الأحياء السكنية في المدينة من بينها عصيفيره وصينه وقرى صبر.