الجزيرة تكشف عن معلومات تؤكد اقتراب اوان معركة صنعاء وترصد تفاصيلها

تبدو معركة تحرير صنعاء من قبضة مليشيا الحوثيين المدعومة بقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح أقرب من أي وقت مضى، خاصة بعد قلب المقاومة والجيش الوطني موازين القوى بتقدمهما السريع نحوها.

ومما يعزز ذلك سيطرة المقاومة الشعبية والجيش الوطني على مواقع إستراتيجية ومساحات شاسعة في محافظتي مأرب والجوف المجاورتين لصنعاء، ضمن عمليات موسعة تهدف إلى فتح الطريق باتجاه العاصمة.

وقال الناطق الرسمي باسم المجلس الأعلى لمقاومة صنعاء عبد الله الشندقي للجزيرة نت إن المقاومة الشعبية تبسط سيطرتها الآن على نحو 25 كيلومترا من مديرية نِهم، وهي أولى مديريات صنعاء من الجهة الشرقية في جبهة مأرب، مشيراً إلى أن القوة المهاجمة أصبحت الآن على مقربة من منطقة بني حشيش المطلة على العاصمة.

خطة التحرير

وأضاف “نحن على بعد نحو خمسين كيلومترا من صنعاء، وما يؤخرنا عن بدء معركة تحريرها بعض الترتيبات التي يتم تدارسها بين المقاومة والجيش الوطني وقوات التحالف العربي، “فضلاً عن التزامنا في هذا الأمر بقرار الرئيس عبد ربه منصور هادي ومراعاتنا الهدنة التي أعلن عنها مدة أسبوع”.

وأوضح أن معركة تحرير صنعاء باتت قريبة، لكن إعلان ساعة الصفر لم يحدد بعد، كون الخطة تشمل الترتيب للهجوم من أكثر من محور في الجهات الشرقية والجنوبية وربما الشمالية، مما يستلزم التنسيق بين كل هذه المحاور حتى لا يكون في المعركة ضرر كبير على الممتلكات وحياة المدنيين الذين تحتمي بهم المليشيات.

ويعتقد مراقبون ومحللون بأن التحول الطارئ مؤخراً على سير المعارك بأكثر من جبهة وتهاوي مليشيات الحوثي وصالح، يعدان مؤشراً واضحاً على أن العاصمة باتت هدفاً رئيسياً لقوات استعادة الشرعية، التي تجاوزت مأرب والجوف وبلغت المشارف الشرقية لمحافظة ريف صنعاء.

عوائق عسكرية

ويري الكاتب والمحلل السياسي ياسين التميمي أن معركة استعادة صنعاء هي أولوية، ليس فقط في إستراتيجية المقاومة، بل للقوات المسلحة والتحالف أيضاً، لأن استعادة الدولة يمر عبر استعادة العاصمة وإنهاء التهديدات التي تمثلها التنظيمات الطائفية المسلحة كمليشيا الحوثي والتشكيلات العسكرية الموالية للمخلوع صالح.

وقال للجزيرة نت إن هناك تحالفا مناهضا لمليشيا الحوثي بدأ يتسع ويشمل عشائر مؤثرة في محيط صنعاء، والتي كان يُنظر إليها على أنها ركائز أساسية للمشروع الانقلابي، وهذا يعود إلى تبدل المواقف الناشئة عن السلوك الإقصائي غير المحتمل الذي مارسته المليشيا خلال المرحلة الماضية.

وعبر التميمي عن اعتقاده بأن العوائق العسكرية والأمنية والعشائرية تتداعى أمام تقدم القوات المسلحة، وفي حال وضع التحالف العربي ثقله خلف معركة صنعاء فسوف تحسم في وقت أسرع مما يتوقعه الكثيرون.

مؤشرات الحسم

وفي السياق ذاته، رأى الصحفي والناشط السياسي أحمد شبح أن وصول الجيش والمقاومة إلى أطراف صنعاء، وتوغلهما في مناطق الطوق القبلي الذي يشكل الحزام الأمني للعاصمة، يعدان مؤشراً على قرب معركة تحرير صنعاء يوما بعد آخر.

وقال إن الجيش والمقاومة باتا على وشك تطهير محافظتي مأرب والجوف بصورة نهائية، وبالتالي التوغل داخل محافظة عمران من جهة الجوف، بالتوازي مع زحف قادم من حجة غرباً، لعزل صنعاء عن صعدة وعمران، مما يعني تضييق الخناق وقطع الإمداد على جبهة الحوثي وصالح وتفكيك صفوفها.

وأشار شبح إلى أن سير المعارك يؤكد أن المقاومة قادرة على حسم معركة صنعاء، خاصة أن هناك عددا غير قليل يقاتل في صفوفها من أبناء محافظات صنعاء وعمران وصعدة وذمار، ومعظمهم من ضحايا المليشيات ممن هُجروا من ديارهم، وتلقوا تدريبات مكثفة، ولديهم دراية بطبيعة الأرض والتضاريس واندفاع قوي للعودة إلى ديارهم بأي ثمن.

وذكر أن قبائل صنعاء ستلعب دوراً في حسم المعركة لصالح الشرعية، ولن تقف في طريق الجيش والمقاومة، كونها تدرك أن المعركة محسومة، أما تلك التي وقفت في صف الحوثي وصالح فقد أُنهكت كثيراً في المعارك، وفقدت كثيراً من المقاتلين، ولم تحصل على المصالح التي كانت تتوقعها، لذلك لن تتورط في قتال ضد القبائل الأخرى.