تحليل لمنشور المخلوع الأخير وماذا تضمن .. “حوثنة علي عبد الله صالح”

كتب الصحفي والمحلل عامر الدميني تحليلا حول ما قاله المخلوع صالح في منشوره الأخير على صفحته في فيسبوك.

وحيى صالح لجان الحوثي الشعبية وما اسماه الجيش على صمودهم كما دعا لملاحقة الإصلاحيين وغازل الحراك الجنوبي.


مأرب برس ينشر نص التحليل

من وقت لآخر يظهر المخلوع صالح في خطابات مقتضبة عبر قناته الشخصية او عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

 

لا يبدو الامر غريبا، فصالح الذي عشق الاضواء لثلاثة عقود ونصف، لا يستطيع تحمل البقاء في الظلام دون ان يظهر في حوار صحفي او تصريح او منشور.

 

لكن ما يبدو ملفتاً في كل تلك الخطابات ان لغة الرجل تتجه نحو الحوثنة الكاملة والاحتواء الشامل فكرا وممارسة من قبل مليشيا الحوثي التي يتحالف معها عسكريا وسياسياً.

 

ذاب الرجل في وعاء الحوثي، وظهر ليردد تلك الاكاذيب والاقاويل التي تهتف بها مليشيا الحوثي وهي تؤذي مسامع اليمنيين بأن ما يجري ليس سوا مؤامرة من قبل امريكا واسرائيل.

 

هذه المرة ظهر صالح بوضوح كزعيم عصابة في كل ما ذهب إليه بمنشوره الاخير، مستعيرا لغة التحريض العدوانية التي طالما رددها زعيم المتمردين الحوثيين، وهو يحرض اتباعه على الاقتتال الداخلي، واستهداف ما اسماه عناصر حزب الاصلاح بتهمة العمالة للملكة العربية السعودية.

 

منشوره لم يخل ايضا من الدفع بمن تبقى من انصاره نحو خنادق الموت والانتحار الجماعي، للدفاع عن بقائه منتحلا صفة الزعامة، والتي بات يستظل تحتها مع مجموعة من هواة الدمار ومدمني الفوضى.

 

وفي الرجوع لمجمل منشوراته وتصريحاته الاخيرة يتبين بجلاء ان الرجل افلس شعبيا وسياسيا وعسكريا، ولم يعد يمتلك سوى مشروع الصراع للبقاء كزعيم للمتمردين.

 

صالح اليوم بدد الاخبار التي تتحدث عن خلافات بينه وبين الحوثيين، واثبت ولائه المطلق لمليشيا الحوثي ومشروعها الطائفي الظلامي، وليس ذلك لغريب، فقد جمعهما التمرد، واشتركا بالقتل والتدمير، ويرأسا اثنتين من العصابات التخريبية داخل البلاد، بل إنها عصابة واحدة برأسين.

 

وما يجب ان ندركه هنا هو الجنون الذي ظهر به صالح، وهو جنون له علاقة بوقع اقدام الجيش الوطني وهي تقترب من العاصمة صنعاء، عن طريق ميدي من جهة، وعن طريق مأرب ونهم من جهة اخرى.