خبير دولي: رفع العقوبات عن إيران سيشجعها على مواصلة أنشطتها المخادعة

قال «ألون بن مئير»، أستاذ العلاقات الدولية بمركز الدراسات الدولية بجامعة نيويورك، إن رفع العقوبات عن إيران سيشجعها على مواصلة أنشطتها المخادعة.

«بن مئير»، وهو أيضا مدير مشروع الشرق الأوسط بمعهد السياسة الدولية، أوضح في مقال خص به شبكة «سي إن إن»، أوضح أنه «لا ينبغي النظر إلى تنفيذ إتفاق إيران في الوقت المناسب والتزام طهران الكامل بشروطه المختلفة حتى تاريخه كهدف قد تحقّق، بل كعملية مستمرة يمكن أن تستغرق عدة سنوات لتحديد مقومات بقائها ومدى تأثيرها على سياسة إيران الخارجيّة والداخليّة، وأعتقد أن الصفقة ستشجع طهران على مواصلة أنشطتها المخادعة المعتادة لدفع مصالحها الإستراتيجية إلى الأمام».

وأضاف: «على العكس من ذلك، فإن الإتفاق سيزيد من تذمر الكثير من الشباب الإيراني ذوي الميول الغربية الذين هم مستاؤون من السياسات الإجتماعية والسياسية الجائرة للنظام».

وتابع: «نظرا للتقلبات السياسية الداخلية في إيران وطموحها الإقليمي، لا ينبغي أن يتوقع من طهران اختيار استراتيجية واحدة لدفع مصالحها الوطنية إلى الأمام، بدلا من ذلك، سوف تواصل طهران خليطا من سياسات متسقة مع تصورها واندفاعها الذاتي لتصبح القوة المهيمنة في المنطقة».

وقال إنه «رغم اتفاق إيران، لا تزال طهران عازمة على امتلاك أسلحة نووية وتعتبر هذا الإتفاق بمثابة استراحة استراتيجيّة مؤقتة فقط، وعزم إيران على امتلاك ترسانة نووية مدفوع ٌ من قبل شعورها بانعدام الأمن والضعف لأنها محاطة بدول غير مستقرة، بما في ذلك أفغانستان وباكستان، وبالإضافة إلى ذلك، فإن وجود إيران نووية تتيح لها فرض نفسها على المستوى الإقليمي وتحييد القدرات النووية الإسرائيلية، ومنع تغيير النظام بالقوة من قبل قوى خارجية، ومحليا تقديم نفسها كقوة عالمية كبيرة لا يستهان بها».

الاقتصاد العالمي بعد رفع العقوبات عن إيران

الخبير الدولي رأى أيضا أن «إيران تشعر أنه ليس لها فقط الحق الأصيل والطبيعي لتكون القوة المهيمنة في المنطقة، ولكن أيضاً الحق في حماية نفسها ليس فقط عسكريا فحسب، ولكن عن طريق أي وسائل أخرى، بما في ذلك الغش فيما يتعلّق بالإتفاق النووي والتخريب ودعم الإرهاب».

وهذا ما يفسر، في رأي «بن مئير»، لماذا رفع العقوبات ومليارات الدولارات التي أصبحت الآن تحت تصرفها لن يغيّر سلوك إيران لا محلياً ولا فيما يتعلق بالبلدان الأخرى.

واستدرك «بن مئير»: «في الواقع، قد يشجع ذلك طهران أكثر على تكثيف مشاركتها المباشرة وغير المباشرة في البلدان التي لديها معها مصلحة استراتيجية فريدة من نوعها، ففي سوريا ستشارك إيران في المؤتمر الذي سيُعقد يوم 25 يناير (قبل أن يؤجل) لإيجاد حل سياسي للحرب الأهلية في سوريا طالما أنه يمكنها الحفاظ على نفوذها في سوريا مع أو بدون الرئيس الأسد، وفي العراق، نجد أنه منذ بداية حرب العراق والمملكة العربية السعودية وإيران في حرب بالوكالة بين الأقلية السنيّة العراقية والأغلبية الشيعيّة».

ورأى الخبير السياسي الدولي أن  «الحرب الأهلية في اليمن أعطت إيران فرصة تاريخية لتقحم نفسها في شبه الجزيرة العربية من خلال دعم الحوثيين، في محاولة لاستنزاف السعوديين.، وفي لبنان يعتبرحزب الله في لبنان القوة الشيعية التي لا غنى عنها والتي تدعمه طهران مالياً وعسكرياً، والآن أكثر من أيّ وقت ٍ مضى في هذه المرحلة الحاسمة التي تقاتل فيها هذه المجموعة إلى جانب الأسد في سوريا».

واعتبر «بن مئير» أنه «طالما أن الزمرة الدينيّة الحاكمة في طهران (الملالي) تنظر لثورتها على أنها ما تزال في طور التكوين، ومع المزيد من المال تحت تصرفها، سوف تستمر بلا شك في تصدير الإرهاب وزيادة دعمها للمتطرفين الإسلاميين مثل حماس والجهاد الإسلامي للمضي قدماً في برنامجها الثوري ما وراء حدود بلادها».

وأضاف: «بغض النظر عن كيفية تتبّع ايران أهداف سياستها الخارجية، فإن الخطر الأكبر الذي يواجه النظام هو من الداخل، ففي حين أن الحكومة ستنفق مبلغا كبيرا من المال لتحسين الظروف الإقتصادية للإيرانيين العاديين، فهذا في حد ذاته لن يخنق صرخة الجمهور لحرية التعبير والصحافة واحترام حقوق الإنسان، ووضع حد للقوانين الجائرة».

وتابع: «إن رفع العقوبات سيشجع الشعب، وخصوصاً الشباب، للتعبير عن سخطهم لأنه لم يعد الشعب يشعر بالحاجة إلى الاحتشاد وراء الحكومة التي كانت تحارب الغرب بشأن العقوبات، وقد تصبح انتفاضة جديدة الآن أمراً لا مفر منه، أعتقد أنها مسألة وقت فقط».